أتعلمين يا سيدتي ..
أننا إذا أعتقدنا أن لاشيء في الحياة يستحق الحزن والتفكير..
فإننا نجرد حياتنا من كل معنى لها..؟؟!!
والأعظم من ذلك أنّنا نتخلّى عن الميزة الوحيدة التي ميّزنا الله
عزوجل بها عن بقية مخلوقاته.. نعمة العقل..
الحزن والذكرى والتفكير أجزاء لا تتجزأ مني..
لا أعرف يا سيدتي كيف أمسح من ذاكرتي مايربو على
ربع قرن..بمحيطات أحزانه..وينابيع أفراحه..
بقرار تعسفي..(قد) يستطيع العقل إصداره..
لكن القلب والروح وكل ذرة أحساس فيني..
لن تريد..ولن تستطيع تنفيذه..!!!!
حتى لو هُدٍدت بالفصل النهائي من مسرات ومُتع الحياة..!!
نعم ياسيدتي..
لم ولن أتعلّم النسيان..
حتى لو أسسوا له مدارس وجامعات..
لأنني غير مستعد لمحو ذاكرتي..
فهي كل ما تبقى من..
عُمر مضى..
عُمرٍ رغم فواجع خساراته التي لا تعدٌ ولا تحصى
إلاّ أنّني سعيدّ -إلى حد ما- بخساراته التي ساهمت في
..تشكيل وصنع عبدالمجيد كما هو الآن-بكل عيوبه!!-
وسعيدُّ-إلى اقصى حد- بما حققته فيه من إنتصارات لا تكاد تُذكر..!!
لإنّني مؤمن أنّه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان..!!
(ذاكرتي هي قَدري)
ولا أحد..
..لا أحد يستطيع الهروب من قدره..!